قد أُخطئ بحقك..
وقد تسيء لي في وقت من الأوقات..
وقد أكون قاسياً..عليك وحاداً في التعامل معك..
وقد تكون غير مهذب في التعامل معي..
في لحظة من لحظات الغضب وثوراته..
وقد أسيء الظن بك..
وقد تخطئ فهم دوافعي..
ومبررات قسوتي وتتصرف بشكل انفعالي وغير لائق..
قد يحدث هذا بين أي اثنين تربطهما وشائج متينة..وعلاقات خاصة..
بعضها تحددها طبيعة العمل المشترك بينهما..
والبعض الآخر..توجبه الأحاسيس والمشاعر الإنسانية المشتركة.
والبعض الثالث..تفرضه العلاقات الأسرية الحميمة..
البعض الرابع..فقد تحدده الظروف التي جمعتهما في وقت من الأوقات..
وقد يؤدي هذا الاختلاف بينهما إلى (القطيعة)..
وقد يؤدي إلى (التوتر) أو إلى الشعور بالألم..فقط.
ومن الخير لهما..
ومن المصلحة التي تفرضها علاقاتهما الإنسانية الحميمة..ألا تكون لحظات الغضب..قاصمة للظهر..ومعطلة لهذا التواصل وتلك الحميمية..
ومن الخير ومن المصلحة أن تكون لديهما..
أو لدى أحدهما الشجاعة لكي يبادر إلى الاعتذار..
لكي يبادر إلى الاتصال وكسر الحواجز النفسية..
والتغلب على حالة الضعف..والانتصار لتلك الحميمية..
فأنت باعتذارك..
أو باتصالك بمن اختلفت معه..حتى وإن أساء هو إليك..تؤكد نقاءك..وصفاء سريرتك..ونظافة أحاسيسك وصدق محبتك..
وهو بتلقيه هذا الاتصال..سوف يخجل من نفسه..ويعتذر منك..
أو يتقبل اتصالك بكل ارتياح وإن لم يعبر عنه بدرجة كافية.
وفي كلتا الحالتين..
فإن الطرفين يُقدمان على خطوة بالغة الأهمية..حين يتصافيان..حين يلتقيان من جديد..حين يكبران أمام مشاعرهما..ولا ينهزمان أمام ثورة غضبهما..
وإذا حدث غير ذلك..
وإذا قابل صديقك مبادرتك بعدم الرد..أو بصورة غير لائقة..فإن ذلك لا يجب أن يصدمك فيه أو يدفعك إلى الندم من الاعتذار أو المبادرة بالاتصال..وإنما يجب أن يريحك..ويؤكد صفاء نفسك..وصدق مشاعرك..وسمو أخلاقك..
وسوف يأتي اليوم الذي يندم هو فيه..
وسوف يأتي الوقت الذي يشعر بخطئه..
وعدم استحقاقه لصداقتك..ذات يوم.
وسوف تجمعكما الظروف من جديد بعد ذهاب الحالة الانفعالية..
وعقب هدوء النفس..
وعندها لابد وأن تواجهه بما بدر منه من جفاء..وما صدر عنه من تصرف آذاك..ودلل على سطحية مشاعره تجاهك..وعدم جدارته بمحبتك..
وإذا حدث التجاوب مع مبادرتك..
وحاسب كل منكما الآخر على (هفوته)..
فإن العلاقة ستعود إلى ما كانت عليه بصورة أشد وأعمق..
وإذا حدث العكس فإن استمرارها يصبح لا مبرر له..
لأنه لا جذور لعلاقة تعصف بها (الأهواء) في أي لحظة.